موسى- كرمز للمسيح؟
أ. دبليو بينك A. W. Pink في كتابه ملتقطات من سفر التكوين Gleanings in Genesis يذكر بعض التشابهات بين موسى والمسيح. فيقول:
1. جنسيته. لقد كان موسى من شعب إسرائيل (خروج 2: 1-2). وكذلك كان المسيح، بحسب الجسد.
2. ميلاده. حدث ذلك عندما كان شعبه تحت سيادة قوة عدائية، حيث كانوا يئنون تحت حكم ملك من الأمم (خروج 1). وكذلك كان اليهود في عبودية للرومان عندما وُلد المسيح (متى 2: 1 قارن مع لوقا 24: 21).
3. شخصه. "وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ وُلِدَ مُوسَى وَكَانَ جَمِيلاً جِدًّا" (أعمال الرسل 7: 20). وكيف كان بهذا الشكل ظلًا يعكس الابن الحبيب للآب بشكل مبارك! فمقدار تقدير الآب "لجمال" هذا الطفل النائم في مزود بيت لحم، ظهر في إرساله الملائكة ليقولون للرعاة: "وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ." (لوقا 2: 11).
4. طفولته المبكرة. تم تهديد حياته في طفولته المبكرة، وقع خطر عليها بسبب الملك الحاكم، لأن فرعون كان قد أمر: "كُلُّ ابْنٍ يُولَدُ تَطْرَحُونَهُ فِي النَّهْرِ" (خروج 1: 22). وكيف يذكرنا هذا بمتى 2: 16: "هِيرُودُسُ... فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا".
5. تبنيه. بالرغم من أنه، سابقاً، كان ابن لأخرى، إلا أنه جُعل ابن ابنة فرعون: "فَصَارَ لَهَا ابْنًا" (خروج 2: 10). وبالتالي كانت له أم، ولكن لم يكن له أب! وما العين الممسوحة التي تغفل سر الميلاد العذراوي الذي هو ممثّل مسبقًا هنا! المسيح كان ابن لآخر، فقد كان ابن الله. ولكنه، لكونه وُلد في هذا العالم، فقد كانت له أم، ولم يكن له أب بشري. ومع ذلك فقد تبنّاه يوسف: انظر متى 1: 19-21.
6. طفولته. قضاها في مصر. وكذلك المسيح: "إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ»." (متى 2: 13). وبالتالي تمت نبوة الله القديمة "وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي." (هوشع 11: 1).
7. تعاطفه مع شعب إسرائيل. فقد كان ممتلئًا بحب عميق لإخوته المتألمين وأنسبائه حسب الجسد، وتاق لخلاصهم. ويظهر هذا بشكل جميل في أعمال الرسل 7: 23، 24: "وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَإِذْ رَأَى وَاحِدًا مَظْلُومًا حَامَى عَنْهُ." وكذلك امتلأ المسيح بالشفقة تجاه شعبه المستعبد أيضًا، وأحضرته المحبة هنا ليخلصهم.
8. معرفته المبكرة لإرساليته. فقبل بدئه الفعلي في عمله العظيم بسنوات طويلة، كان موسى يميز كيف "أَنَّ اللهَ عَلَى يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً" (أعمال الرسل 7: 25). وكذلك كطفل في الثانية عشر من عمره، قال المسيح لأمه المتحيرة: "أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟" (لوقا 2: 49).
9. نعمته المتواضعة. بالرغم من أنه "ابن ابنة فرعون" شرعيًا، إلا أنه اعتبر العبيد العبرانيين إخوته: "وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى إِخْوَتِهِ" (خروج 2: 11). كذلك هو الحال مع المسيح: "لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً" (عبرانيين 2: 11).
10. تخلّيه العظيم: "بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ" (عبرانيين 11: 24- 26). يا له من ظل للمسيح: "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ." (فيلبي2: 6-7)! مثل موسى، فالمسيح أيضًا تخلى عن الغنى، والمجد وبلاطه الملكي طواعيّة.
11. رفض إخوته له. "وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي ظَهَرَ لَهُمْ وَهُمْ يَتَخَاصَمُونَ، فَسَاقَهُمْ إِلَى السَّلاَمَةِ قَائِلاً: أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَنْتُمْ إِخْوَةٌ. لِمَاذَا تَظْلِمُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؟ فَالَّذِي كَانَ يَظْلِمُ قَرِيبَهُ دَفَعَهُ قَائِلاً: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟" (أعمال الرسل 7: 26، 27). وهذا أمر محزن جدًا، والأمر الأكثر حزنًا هو ما نقرأه عن المسيح: "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ." (يوحنا 1: 11). هذا النهج نفسه نجده أمامنا في صورة نمطيّة عندما ننظر إلى يوسف. ولكن لاحظ هذا الاختلاف: ففي حالة يوسف، كانت عداوة اخوته لشخصه (تكوين 37: 4)، أما هنا مع موسى، فكانت عداوة اخوته لإرساليته. فقد كان يوسف مكروهًا شخصيًا، أما موسى مرفوض رسميًا- "من أقامك رئيسًا وقاضيًا علينا؟" وهكذا كانت الحالة مع المسيح. فقد قالت إسرائيل: "لاَ نُرِيدُ أَنَّ هذَا يَمْلِكُ عَلَيْنَا." (لوقا 19: 14).
12. اغترابه وسط الأمم. "فَهَرَبَ مُوسَى مِنْ وَجْهِ فِرْعَوْنَ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ مِدْيَانَ" (خروج 2: 15). وبعد رفض اليهود للمسيح نقرأ: "افْتَقَدَ اللهُ أَوَّلاً الأُمَمَ لِيَأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا عَلَى اسْمِهِ." (أعمال الرسل 15: 14).
13. جلوسه عند البئر. بعيدًا عن بلده، نقرأ عن موسى "وَجَلَسَ عِنْدَ الْبِئْرِ." (خروج 2: 15). والوقت الوحيد الذي نقرأ فيه عن الرب يسوع أنه جلس عند بئر، كان عندما كان خارج حدود إسرائيل، في السامرة (يوحنا 4: 4، 6).
14. عمله كراع. "وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ" (خروج 3: 1). وهذه هي الشخصية التي يتّبعها المسيح في تعامله مع مختاريه من الأمم: "وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ." (يوحنا 10: 16).
15. موسم عزلته. قبل أن يبدأ ارساليته الحقيقية، قضى موسى العديد من السنوات في غياب. فمن كان يظن أن هذا الشخص، هناك "وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ"، مُقدر لمصير مكرم كهذا؟ وهكذا كان حال ابن الله المتجسد. فقبل أن يبدأ خدمته العلنية، كان مخفياً في الناصرة المحتقرة. من ممن رأوه هناك في ورشة النجار كان يحلم أنه ممسوح من الله لأجل عمل الفداء!
16. مأموريته من الله. فقد دُعى من الله ليحرر شعبه من بين العبودية: "فَالآنَ هَلُمَّ فَأُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَتُخْرِجُ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ" (خروج 3: 10). وكذا المسيح أُرسل إلى هذا العالم "لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10).
17. رسوليته. وهو بالتالي رسول الله لإسرائيل، لأن كلمة "رسول" تشير إلى شخص "مرسل": "فَالآنَ اذْهَبْ" (خروج 4: 12). وكذلك المسيح كان المرسل من الله (يوحنا 9: 4 إلخ). نعم، نقرأ في العبرانيين 3: 1 أنه لُقّب "رسولًا."
18. قدراته. فقد تم تأييد مأموريته من الله بقوة عمل المعجزات. وكذلك تم إثبات صحة إرسالية المسيح من خلال العلامات المعجزية أيضًا (متى 11: 4، 5). يجب أن نلاحظ أن موسى هو الشخص الأول المذكور في العهد القديم والذي قام بمعجزات، وكذلك المسيح في العهد الجديد- فيوحنا المعمدان لم يقم بأي معجزات (يوحنا 10: 41).
19. معجزاته الأولى. قام موسى بالعديد من المعجزات، ولكن ما يدهشنا هو ملاحظة أن أول معجزتين قام بهما كانا لإثبات السلطة على الحية، والسلطة على البرص (خروج 4: 6-9). وكذا، بعدما بدأ المسيح خدمته العلنية، نقرأ أولًا عن سلطته على الشيطان (متى 4: 10 – 11)، وبعدها سلطته على البرص (متى 8: 3).
20. عودته إلى أرضه. في خروج 4: 19 نقرأ: "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي مِدْيَانَ: «اذْهَبْ ارْجِعْ إِلَى مِصْرَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ جَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ»." ونجد المرموز إليه في متى 2: 19: "مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ»."
21. قبول اخوته له. وهذا الأمر مدون في خروج 4: 29-31. كم هو مختلف هذا الأمر عن ظهوره الأول أمام العبرانيين ورفضهم له (خروج 2)! وكم يرمز مسبقًا بشكل جميل لقبول إسرائيل للمسيا الخاص بهم في ظهوره الثاني!
22. عصاه القوية. يمسك موسى الآن بعصا السلطة والقوة: أنظر خروج 9: 23، 10: 13، 14: 16. كذلك كُتب عن المسيح: "تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ." (مزمور2: 9).
23. إعلانه للدينونة رسميًا. المرة بعد الأخرى حظّر فرعون وشعبه من عقاب الله الموجع إن استمروا في تحديهم له. وكذلك أعلن المسيح أيضًا: "إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ." (لوقا 13: 3).
24. تحريره لشعب إسرائيل. لقد أتم موسى المأمورية التي أُعطيت له من لله بشكل كامل وقاد شعب إسرائيل من بيت العبودية: "هذَا (موسى) أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيسًا وَفَادِيًا" (أعمال الرسل 7: 35). وكذلك أكد المسيح: "فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا." (يوحنا 8: 36).
25. كونه رأس. من المذهل أن هذا الأمر واضح في 1 كورنثوس 10: 1-2: "آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِي الْبَحْرِ، وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى." وكذلك، فإن المسيحيين المطيعين "(يعتمدون) لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رومية 6: 3).
26. هو قائد تسبيح إسرائيل. "حِينَئِذٍ رَنَّمَ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ" (خروج 15: 1). وكُتب عن المسيح أيضًا، "فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ." (مزمور 22: 22).
27. تم تحدي سلطته. وتم تسجيل هذا في عدد 16: 3، والمرموز إليه في متى 21: 23.
28. تم الغيرة من شخصه. انظر مزمور 106: 16، وقارن مع مرقس 15: 10.
29. تمت مقاومته. بالرغم من أن إسرائيل كانت مديونة بشدة لموسى، ومع ذلك نجدهم يتذمرون عليه المرة تلو الأخرى: خروج 15: 24، 16: 2، إلخ. ولما هو موازي لهذا الأمر في العهد الجديد انظر لوقا 15: 2، يوحنا 6: 41.
30. تم تهديد حياته. فقد قاوم اليهود ناكري الجميل موسى بعنف شديد حتى أنهم، في مرة من المرات، كانوا مستعدين "لرجمه" (خروج 17: 4). وكيف يذكّرنا هذا بما نقرأه في يوحنا 8: 59، و10: 31!
31. ألامه. شعر موسى بشدة بنكران الجميل العميق الموجود في الشعب. انظر إلى طلبه الحزين المذكور في عدد 11:11 و14. وكذلك الرب يسوع أيضًا تألم من توبيخ الشعب: فقد كان "رجل أوجاع ومختبر الحزن".
32. محبته التي لا تكل. بالرغم من أنه أُسيء فهمه، وتمت الغيرة منه، ومقاومته، إلا أن لا شيء قدر أن يبعد محبة موسى عن شعبه. "مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ، وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا." (نشيد الأنشاد 8: 7). ويُرى هذا بشكل جميل في خروج 32. وبعد أن تنكّرت إسرائيل من يهوه وعبدت العجل الذهبي، وبعدما أنكرهم الرب كشعبه (خروج 32: 7)، تضرع موسى لله عنهم، وقال: "آهِ، قَدْ أَخْطَأَ هذَا الشَّعْبُ خَطِيَّةً عَظِيمَةً وَصَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ آلِهَةً مِنْ ذَهَبٍ. وَالآنَ إِنْ غَفَرْتَ خَطِيَّتَهُمْ، وَإِلاَّ فَامْحُنِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي كَتَبْتَ." (الأعداد 31-32). وكيف يذكرنا هذا به الذي "أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى." (يوحنا 13: 1)!
33. روحه الغافرة: "وَتَكَلَّمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلَى مُوسَى ... فَقَالاَ: «هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضًا؟»" (عدد12: 1-2). ولكنه لم يجيبهم بكلمة. وكيف يشير هذا إلى ذاك "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا" (1 بطرس 2: 23). وعندما ضُربت مريم بالبرص بسبب تمردها على أخوها، قيل لنا: "فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «اللّهُمَّ اشْفِهَا»." (عدد 12: 13).
34. حياة الصلاة الخاصة به. لقد ذكرنا للتو مثال لهذا، ولكن العديد من المواقف الأخرى تم تسجيلها. لقد كان موسى، رجل صلاة بارز. ففي كل أزمة كان يطلب الرب: انظر خروج 5: 22، 8: 12، 9: 33، 14: 15، 15: 25، 17: 4 إلخ. لاحظ كيف أنه في انجيل لوقا يتم تصوير المسيح أيضًا كثيرًا كرجل صلاة.
35. تواضعه. "وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ." (عدد 12: 3) قارن مع متى 11: 29.
36. أمانته. "وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ" (عبرانيين 3: 5). وكذلك المسيح هو "الشَّاهِدُ الأَمِينُ الصَّادِقُ" (رؤية 3: 14).
37. توفيره الماء لإسرائيل. انظر عدد 20: 11 وقارن مع يوحنا 4: 14، 7: 37.
38. منصبه النبوي. تثنية 18: 18 وقارن مع يوحنا 7: 16، 8: 28.
39. أنشطته الكهنوتية. "مُوسَى وَهَارُونُ بَيْنَ كَهَنَتِهِ" (مزمور 99: 6). والأمثلة موجودة في لاويين 8: "وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَجَعَلَهُ عَلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ... وَأَخَذَ كُلَّ الشَّحْمِ... وَأَوْقَدَهُ مُوسَى عَلَى الْمَذْبَحِ." (الأعداد 15 و16 وانظر 19-23). وهكذا المسيح، ككاهن "قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ" (عبرانيين 9: 14).
40. حكمه الملكي. "بِنَامُوسٍ أَوْصَانَا مُوسَى مِيرَاثًا لِجَمَاعَةِ يَعْقُوبَ. وَكَانَ فِي يَشُورُونَ مَلِكًا" (تثنية 33: 4-5). وكذلك فإن المسيح هو ملك في صهيون، سيكون ملكًا على اليهود (لوقا 1: 32-33).
41. كونه قاضًا. "مُوسَى جَلَسَ لِيَقْضِيَ لِلشَّعْبِ. فَوَقَفَ الشَّعْبُ عِنْدَ مُوسَى مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى الْمَسَاءِ." (خروج 18: 13). قارن مع 2 كورنثوس 5: 10.
42. قيادته. لقد كان موسى رأس شعب الله وقائدهم، كما قال الله له، "اذْهَبِ اهْدِ الشَّعْبَ إِلَى حَيْثُ كَلَّمْتُكَ." (خروج 32: 34). وكذلك يُدعى المسيح: "رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ" (عبرانيين 2: 10).
43. وساطته. يا لها من كلمة مذهلة قالها موسى لشعب إسرائيل: "أَنَا كُنْتُ وَاقِفًا بَيْنَ الرَّبِّ وَبَيْنَكُمْ" (تثنية 5: 5): "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" (1 تيموثاوس 2: 5).
44. اختياره. في مزمور 106: 23 يُسمى "مُوسَى مُخْتَارُهُ". وهكذا يقول الله عن المسيح، "هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي." (إشعياء 42: 1).
45. علاقته بالعهد. "وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ لِنَفْسِكَ هذِهِ الْكَلِمَاتِ، لأَنَّنِي بِحَسَبِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَطَعْتُ عَهْدًا مَعَكَ وَمَعَ إِسْرَائِيلَ»." (خروج 34: 27): وهكذا أُعطي للمسيح اسم "وَسِيطٌ أَيْضًا لِعَهْدٍ أَعْظَمَ" (عبرانيين 8: 6).
46. ارساله للاثنا عشر. "هذِهِ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ الَّذِينَ أَرْسَلَهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ." (عدد 13: 16 انظر الأعداد السابقة). وهكذا أرسل المسيح الاثنا عشر رسولًا (متى 10: 5).
47. تعيينه للسبعين. "فَخَرَجَ مُوسَى وَكَلَّمَ الشَّعْبَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَجَمَعَ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ الشَّعْبِ" (عدد 11: 24). وكذلك اختار المسيح سبعون رجلاً (لوقا 10: 1).
48. حكمته. "فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ" (أعمال الرسل 7: 22). قارن مع كولوسي 2: 3.
49.قدرته. "وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ." (أعمال الرسل 7: 22). وانظر إلى ما يرمز إليه في متى 13: 54: "بُهِتُوا وَقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟"
50. صلاته الشفاعية: "فَقَدَّمَ مُوسَى دَعْوَاهُنَّ أَمَامَ الرَّبِّ." (عدد 27: 5). قارن مع عبرانيين 7: 25.
51. شركته الحميمة مع الله. "وَلَمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ مِثْلُ مُوسَى الَّذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهًا لِوَجْهٍ." (تثنية 34: 10). وكذلك على الأرض، كان المسيح "اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ" (يوحنا 1: 18). ومن المدهش أن نلاحظ في خروج 31 إلى 34 كيف أن موسى مر وعبر مرة أخرى ما بين يهوه في الجبل ومعسكر خيام الشعب: مما يشير إلى سهولة دخوله إلى السماء والأرض على حد سواء- قارن مع يوحنا 3: 13.
52. معرفته بالله. انظر مزمور 103: 7 وقارنه مع يوحنا 5: 20.
53. غضبه المقدس. انظر خروج 32: 19 وقارنه مع مرقس 3: 5 إلخ.
54. رسالته. فقد كان المتحدث باسم الله: "فجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ" (خروج 24: 3). قارن مع العبرانيين 1: 2.
55. وصاياه. انظر تثنية 4: 2 وقارن مع متى 28: 20.
56. إعلانه المكتوب. انظر خروج 31: 13 وقارنه مع رؤيا 1:1.
57. صيامه. انظر خروج 34: 28 وقارنه مع متى 4: 2.
58. تجليه على الجبل. انظر خروج 34: 29، 35 وقارن مع متى 17: 2.
59. مكانه خارج المحلة. انظر خروج 33: 7 وقارنه بالعبرانيين 13: 13.
60. له حق الاستجواب كالرأس المسؤول. انظر خروج 32: 21 وقارنه بالرؤيا 2: 12، 13.
61. صلاته من أجل الغفران لإسرائيل. انظر عدد 14: 19 وقارنه مع لوقا 23: 34.
62. غسله لإخوته بالماء. "فَقَدَّمَ مُوسَى هَارُونَ وَبَنِيهِ وَغَسَّلَهُمْ بِمَاءٍ." (لاويين 8: 6). ومن يغفل عن رؤية ظل في هذا لما هو مسجل في يوحنا 13: 5: "ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ".
63. نبواته. انظر تثنية 28 و33 وقارنهما بمتى 24 ولوقا 21.
64. اكرامه لخدام الله. انظر عدد 7: 6، 32: 33، 40 وقارنه بالرؤيا 22: 12.
65. طاعته الكاملة. "فَفَعَلَ مُوسَى بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. هكَذَا فَعَلَ." (خروج 40: 16). وياله من ظل رائع لهذا الذي استطاع أن يقول: "قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي" (يوحنا 15: 10)!
66. تأسيسه لخيمة الاجتماع. انظر خروج 40: 2، وقارنه مع زكريا 6: 12.
67. اكماله لعمله. "وَأَكْمَلَ مُوسَى الْعَمَلَ." (خروج 40: 33). وياله من رمز مسبق لهذا الذي أعلن: "الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ." (يوحنا 17: 4).
68. مباركته للشعب. "فَبَارَكَهُمْ مُوسَى." (خروج 39: 43). وهكذا نقرأ أيضًا في لوقا 24: 50: "وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ."
69. مسحه لبيت الله. "ثُمَّ أَخَذَ مُوسَى دُهْنَ الْمَسْحَةِ (رمز الروح القدس في العهد القديم) وَمَسَحَ الْمَسْكَنَ وَكُلَّ مَا فِيهِ وَقَدَّسَهُ" (لاويين 8: 10). قارن بحذر مع أعمال الرسل 2: 1-3، 33.
70. قوته التي لم تُخمد. "وَلَمْ تَكِلَّ عَيْنُهُ وَلاَ ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ." (تثنية 34: 7): قارن بمتى 27: 50، ولاحظ علو الصوت.
71. موته كان لمصلحة شعب الله. "تَأَذَّى مُوسَى بِسَبَبِهِمْ." (مزمور 106: 32). "لكِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ" (تثنية 3: 26). ويالها من ظلال رائعة للصليب!
72. تعيينه لمعزٍ آخر. موسى لم يترك شعبه بدون معزي، ولكنه أعطاهم من يخلفه: انظر تثنية 31: 23 وقارن مع يوحنا 14: 16، 18.
73. إعطائه للميراث. "الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاكُمْ مُوسَى فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ" (يشوع 1: 14). والمؤمنين بالمسيح يقولون "الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا" (أفسس 1: 11).
74. كان موته لازم قبل دخول إسرائيل كنعان. "مُوسَى عَبْدِي قَدْ مَاتَ. فَالآنَ قُمُ اعْبُرْ هذَا الأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا مُعْطِيهَا لَهُمْ أَيْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ." (يشوع 1: 2). "إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ." (يوحنا 12: 24).
75. ظهوره الثاني. لقد كان موسى واحد من شخصان من العهد القديم اللذان عادا إلى هذه الأرض في زمان العهد الجديد (متى 17: 3) – وهو رمز للمجيء الثاني للمسيح إلى الأرض.
لقد استخدمنا مساحة كبيرة بالفعل لذا سنترك الأمر للقارئ ليبحث في الكتاب المقدس على 25 نقطة أخرى على الأقل يكون موسى فيها ظل لربنا. لقد اعطينا الموضوع الدراسة الجيدة. وياله من موضوع مليء بالبركات، فهو يُظهر من جديد أن كاتب الكتاب المقدس هو الله نفسه. ليجعل الله هذه المحاولة الغير كاملة لإظهار أن "في درج الكتاب" مكتوب عن المسيح، بركة لكثيرين.
الدكتور جوزيف نالي، حاصل على درجة الماجستير في اللاهوت الرعوي والدكتوراه في اللاهوت، هو محرر لاهوتيّ في خدمات الألفيّة الثالثة.